نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 13 صفحه : 236
وكان سَلْم بْن قُتَيْبَة [1] عاقلًا،
وَقَدْ ذكرنا خبره بالبصرة فِي كتابنا هَذَا.
المدائني قَالَ: قَالَ سلم بْن قُتَيْبَة- ويكنى أبا قُتَيْبَة: لا تستعينَنَّ عَلَى من تطلب إِلَيْه حاجة بمن لَهُ عنده طعمة فإنه لا يؤثرك عَلَى نفسه ولا بكذاب فإنه يباعد لَكَ القريب، ويُقّرب البعيد، ولا بأحمق فإنه يستفرغ مجهوده، ولا يبلغ لَكَ ما تريد.
المدائني عن أَبِي إِسْحَاق المالكي أن سلم بْن قُتَيْبَة قَالَ: ثلاثة أستقلُّ لهم عظيم ما بذلته من مكافأتهم: رَجُل قام عن مجلسه فأوسع لي، والمجلس غاصٌّ باهله، ورجل تَصَفَّحَ ثقاته فاختارني عليهم لحاجته، ورجل أسلفني ماله عند حاجتي إِلَيْه فصانني بِهِ.
وقالوا: قَالَ سلم بْن قُتَيْبَة- أَو أَبُوه قُتَيْبَة: ما من رَجُل إلا وأنا أقدر عَلَى مكافأته إلّا رَجُل خرج من بيته يخوض أقطار البصرة حتَّى أتاني فِي منزلي، فآنسني بحديثه.
قَالَ المدائني: وأتى سَلمًا قوم من أهل الكوفة، فقالوا لَهُ: يا أبا قُتَيْبَة أتيناك فِي حاجة ليست عليك فيها مؤونة ولا مَرْزِيَّة، ولا تعلو لَكَ ظهرًا، فَقَالَ: هَذِهِ من أبغض الحوائج إليَّ. ما أحب أن أسأل إلّا ما يثقل محمله وتعظم مَرْزيَّتْه. ثُمَّ سألوه حاجتهم فقضاها وقَالَ: لكم الفضل فيها إذ قصدتم إليّ بها. [1] بهامش الأصل: سلم بن قتيبة.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 13 صفحه : 236